التخطي إلى المحتوى الرئيسي

لماذا اختار كلوب ليفربول؟


يورغن كلوب مدرب الطموح والتحدي، حاولت أكبر الأندية أن تتعاقد معه، لكنه بعد فترة من الراحة قرر الإشراف على ليفربول الإنكليزي، رافضاً العروض الأخرى. لماذا فعل كلوب ذلك؟ وما الذي يستطيع أن يقدمه لليفربول في هذه المرحلة الحرجة؟ وما الخطوات التي سيتبعها لإعادته إلى عرش الكرة الإنكليزية؟

رحل الألماني، يورغن كلوب، نهاية الموسم الماضي عن المقاعد الاحتياطية لفريق بروسيا دورتموند، وفضل بعد ذلك الراحة وعدم الإشراف على أي فريق، على الرغم من كثرة العروض التي تدفقت عليه، وكانت من أكبر أندية أوروبا.

يوم السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول ظهر كلوب مديراً فنياً لفريق ليفربول الإنجليزي، بعد توقيعه عقداً معه منذ أيام قليلة، إذاً لماذا اختار كلوب ليفربول، وفضله على غيره من الأندية الكبيرة أوروبياً التي قدمت له عروضاً مغرية، على الرغم من أن ليفربول أحد أعرق أندية أوروبا، لكنه الآن يعاني صعوبات كثيرة وتخبطاً كبيراً على مستوى النتائج؛ وذلك أدى إلى إقالة المدرب الإيرلندي بريندان رودجرز؛ فقد كان بإمكان المدرب المحنك أن يقبل بالعروض الكبيرة الأخرى.

هنا يبرز السبب الأساسي الذي دفع كلوب على إبرام اتفاق سريع مع ليفربول خلال أيام قليلة، فطابع كلوب في التحدي ربما هو الذي جعله يتخذ هذا القرار السريع، ليكون جزءاً من فريق عمل يحاول إعادة أمجاد ليفربول الغابرة؛ وهو معتاد على مثل هذه الأجواء، بعدما عاشها في بروسيا دورتموند فترة طويلة، حتى بلغ معه قمة الكرة الألمانية والأوروبية، لكنه اصطدم بجاره البافاري الذي استطاع أن ينتزع منه المجد الأوروبي .

المدرب الألماني يحب صعود السلم بتأن وخطوة خطوة، ويفضل أن يصنع شيئاً مع فريق يريد ألقاباً ضائعة منذ فترة عن خزائنه، لبيني لنفسه مجداً خاصاً يميزه عن غيره.

المدرب الألماني المتواضع والطموح يحب أن يدخل التحديات بصمت، بلا أي ضجة إعلامية؛ وهذا تجلى في مؤتمره الصحفي الأول مع الصحافة الإنكليزية؛ إذ بدا سعيداً ممازحاً الصحفيين حتى يتخلص من ضغوطهم؛ وهم المعروفون بقسوتهم ولا يرحمون أحداً، عندما لا يحقق المدرب نتائج جيدة، وعندما لا تظهر تكتيكاته ولمحاته الفنية على الفريق، ويتميز كلوب بأنه يحاول بناء فريق بعيداً عن الأعين؛ وهذا ما فعله مع بروسيا دورتموند، إذ صنع فريقاً عالمياً من لاعبين صغار كانوا مغمورين، وصاروا في ما بعد نجوماً في سماء الكرة الأوروبية، تهافتت عليهم أكبر الأندية الأوروبية.

واقع ليفربول الحالي يشبه واقع بروسيا دورتموند عندما استلم يورغن كلوب دفة قيادته، وربما سينسج كلوب خططه التكتيكية، اعتماداً على هؤلاء اللاعبين غير المعروفين كثيراً، وهو يعرف أن عليه أن يستغل هذه الناحية، ويخلص أولئك اللاعبين من هذه العقدة؛ فهم لس مطلوباً منهم تحقيق البريمييرليغ أو الدوري الأوروبي؛ لأن إمكاناتهم معروفة للجميع.

 إذ يخلو ليفربول حالياً من نجم على مستوى عال. هنا تكمن مقدرة كلوب وحنكته التدريبية على العمل في الظل؛ فالرجل يحبذ هذه الأجواء، ويحبذ بناء فريق متكامل متعاون، مترابط مع بعضه تكتيكياً وروحياً، بانتماء إلى فريق يمثل الكثير لأبناء المدينة، فيفاجئ خصومه بنتائج كبيرة لا تكون متوقعة، فبروسيا هو روح مدينة دورتموند وابنها المدلل، وفريق ليفربول يعني روح المدينة، وتحقيق النتائج الجيدة يسعد المدينة وأبناءها الذين سيكونون في المواعيد الكبرى خلف فريقهم، من أجل مؤازرته في المدرجات حتى يحققوا ما يطمحون إليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حقيقة نتيجة 11-1 #ريال_مدريد_برشلونة !!

كونتي يحمل إيطاليا لربع النهائي

درنة مدينة الصحابة "القصة الحقيقية"