هذا ما تعلّمنا من التدوين



دائرة التدوين هي في الواقع دائرة يُختصر فيها الزمن و تُذلّل فيها المسافات و يُقرّب فيها البعيد فتمكّننا كمدونين من التعارف عن قرب و التعلّم من بعضنا و تقاسم الكثير من الأشياء .
تعلّمنا من التدوين كيف نسخّر أقلامنا لنعبّر عن ذواتنا و أفكارنا و معتقداتنا و حتى أحاسيسنا .
تعلّمنا أن نصنع صداقات و تعلّمنا أن أن نكون أكثر وعيا و نضجا معهم و أن نمنحهم ثقتنا و نستبشر منهم بالخير لكن مع وجود سقف لهذه الثقة و أن يكون هامش الحذر حاضرا ...

تعلّمنا أن لنا أخوة و أخوات برغم فواصل الزمان و المكان إلاّ أنّنا لا نستطيع الإستغناء عنهم بل نشعر كلّ يوم بقربنا منهم و بضرورة تواصلنا معهم لشهامتهم و طيبة قلوبهم و وُسع صدورهم و بهاء معاشرتهم ...
كما تعلّمنا أن القلم الذي نمسك و به نترجم أفكارنا و أحاسيسنا هو يرسم صورنا في عيون الآخرين و يحدّد بنسبِ متفاوتة شخصياتنا و مستوياتنا و طرق تفكيرنا ،،،
قد يزوّق القلم البعض من ملامحنا لكن حتى نكون صادقين لابد أن نبذل الجهد و نسعى لأن نجعل هذه الملامح مطابقة لصورنا الحقيقيّة و أن نعطي رسوما واضحة على طباعنا مهما كانت المهمّ أن تمتاز بالصدقيّة و خالية من النّفاق و التلاعب و بعيدة عن الزيف و الكذب .
تعلّمنا أن إحترامنا لذواتنا هو مجلَبة احترام الآخرين لنا ، فمن يسيء لمن حوله إنّما يسيء لنفسه و لقلمه و لأصله و لإسمه .
علّمنا التدوين أن نناقش بأريحيّة من يستحقّ المناقشة و نعاتب بلطف من يستحقّ المعاتبة و نقدّم العون لمن يطلبه و ننقد بأسلوب علمي ّ من يبحث على الإرتقاء و يطلب النّقد البنّاء لتطوير ذاته و نقبل النّصح ممّن هو له أهل و نستشير من هو أهل للمشورة و الحكمة ..
تعلّمنا من التدوين أن كلمة الشكر و الإستحسان لها عميق الصدى في نفس من نتعامل معه و هي أول لبِنة في نحت جسور الثقة و المحبّة و بناء العلاقات الأخويّة الصافية و الصّادقة .
و تعلّمنا أيضا أن اختلاف الرأي لا يُفسد للودّ قضيّة و أنّه لا أحد يملك الحقيقة كاملة و لا أحد حاز على التميّز و لكن تفاوتنا في هذا التميّز هو مدى حرصنا في السعي إليه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حقيقة نتيجة 11-1 #ريال_مدريد_برشلونة !!

كونتي يحمل إيطاليا لربع النهائي

درنة مدينة الصحابة "القصة الحقيقية"