توقف عن الفلسفة ولو قليلاً يا بيب


هناك مقولة شهيرة مفادها أن الشئ الذي يزيد عن حده ينقلب ضده. وأوضح مثال يعبر عن صدق هذه العبارة هو الأسلوب الذي ينتهجه الإسباني بيب جوارديولا في تدريب فريق مانشستر سيتي هذا الموسم.
ويمتلئ رأس هذا الرجل الذي يعد أحد المبتكرين والمطورين في عالم كرة القدم نظراً لما يقدمه دائماً من أفكار جديدة بالعديد من "التباديل والتوافيق" التكتيكية فعندما سُئل نجم بايرن ميونيخ الهولندي أيان روبن عن الفيلسوف قال أن جوارديولا "مهووس" بلعبة كرة القدم وأنه يفكر فيها في كل لحظة.
ولكن بيب يواجه مشاكل عديدة خلال عامه الأول في "البريميرليج" لأنه يصر على تطبيق أساليب لا يمتلك أدواتها من اللاعبين أصحاب القدرات الملائمة. ويجب عليه أن يتوقف عن تنفيذ بعض هذه الأفكار إذا ما أراد أن ينقذ ما تبقى من الموسم والفوز ببطولة كأس الإتحاد الإنجليزي.
كما يجبأن يتبع تكتيكات سهلة ومباشرة تتناسب مع ما يوجد لديه من لاعبين سواءً من كبروا في السن وغير قابلين لتغيير إسلوب لعبهم مثل فرناندينيو ويايا توريه وأوتاميندي أو الصغار الواعدين الذين لا يزالون في مرحلة التطور والنضج مثل ستونز وسترلينج وسانيه.
لذا أصبح لزاماً على جوارديولا أن يتوقف عن فعل عدة اشياء فيما تبقى من الموسم وهي
توظيف اللاعبين في غير مراكزهم
وهي أحد أهم الأركان التي تقوم عليها "التيكي تاكا" ولكن "القماشة" الموجودة في "السيتي" لا تسمح بذلك. وقد حاول الفيلسوف كثيراً مع عدد من اللاعبين مثل توظيف كل من فيرناندينيو ونافاس في مركز الظهير الأيمن أوأن يلعب كولاروف كقلب دفاع ولكن كل ذلك لم يؤتي ثماره.
تكليف اللاعبين بأدوار مزدوجة
ويمثل هذا أيضاً جزء رئيسي من فلسفة بيب مثل تكليفه لظهيري الجنب بالدخول إلى عمق الملعب في حالة الهجوم كما كان يحدث مع برشلونة وبايرن ميونيخ. ولكن الوضع مع "السيتزنز" يختلف لأن ذلك يولد دائماً أخطاء فادحة ومتكررة خاصة في الحالة الدفاعية. وكم من مرة دفع الفريق ثمن ذلك من نقاط مباريات كان فيها الطرف الأفضل.
عدم الإعتماد بشكل كامل على بدء الهجمات من الخلف
فدائماً ما كان التدرج بالكرة من المناطق الخلفية حجر الزاوية في سياسة الإستحواذ التي يعتمدها الفيلسوف والتي ترهق الخصم بدنياً وعصبياً.
ولكن جوارديولا الأن لا يملك لاعب إرتكاز من طراز عالي والذي يعتبر العمود الفقري لتنفيذ ذلك مثلما كان يوجد بوسكيتس في برشلونة أو ألونسو أولام الذي وظفه خصيصاً في هذا المكان في البايرن.
ولا تضم صفوف "السكاي بلوز" مدافعين أصحاب مهارات عالية قادرين على صناعة اللعب من الخلف مثل بيكيه و ألفيش أيام البارسا أو لام وألابا وقت تدريبه للعملاق البافاري.
لذلك يجب على الفيلسوف في قادم الأيام أن يتبع أساليب أقل تعقيداَ حتى يتمكن من حصد أكبر المكاسب فيما تبقى الموسم وبعدها يسعى لجلب اللاعبين المناسبين في الميركاتو القادم.
وبعبارة أكثر سهولة وسلاسة " توقف عن الفلسفة ولو قليلاً يا بيب. شئ من البساطة لن يضر" ولو أن الجميع وأنا أولهم متأكدين أنه لن يفعل.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حقيقة نتيجة 11-1 #ريال_مدريد_برشلونة !!

كونتي يحمل إيطاليا لربع النهائي

درنة مدينة الصحابة "القصة الحقيقية"