مراجعة كتاب هكذا تكلم زرادشت



  • شكسبير كان يقول : (الدنيا مسرح كبير، وأن كل الرجال والنساء ما هم
    إلا لاعبون على هذا المسرح.) وغالبًا يكون معظم البشر يندرجون تحت هذه الفئة , فئة الممثلين مهما كانت أدوارهم ومهما اختلفت فيما بينهم .

    ولكن هناك الفئات شديدة الخصوصية عميقة الفكر , هي تلك الفئات التى أبت إلا أن تفتح الستار وتتحرر من أي قيد زائف , أشخاص أبت إلا أن تواجه نفسها وحقيقتها , تواجه الإنسان بكل ما له وما عليه , تواجه ضعفه وقوته , تواجه طبيعته وشذوذه ,

    ولا تكتفي فقط بمجرد المواجهة بل تحارب وتتعارك وتقدم في النهاية خلاصة تلك التجربة في محاولة منها لنفع البشرية .

    نيتشه نيتشه نيتشه : لطالما قيل أن خيط رفيع جدًا يفصل بين الجنون وبين العبقرية , ونيتشه هو أبلغ مثال يعبر على هذا المثل , هل هو مجنون , عانى في حياته كثير من الآلام النفسية والجسدية , أم هو من هؤلاء العباقرة الذين يتحملوا الأعباء ويقاسون وتجبرهم عقولهم على أن يكونوا دائمي التفكير لدرجة إرهاق هذا الجهاز الجبار (العقل) , لا تدري أي إنسان كان نيتشه , ولكني أستريح إلى القول بأنه كائن بشري نادر الوجود وقلما يتكرر على مر العصور , إنسان كانت حياته عذابًا له وحاول هو أن يتغلب على ذلك العذاب .

    أما عن كتابه : فهو التجربة الذاتية الإنسانية الأبلغ التى من الممكن ان تقابلها فى حياتك , عصارة فكر وجهد إنسان حاول قدر الإمكان أن ينقلها إليك , لعلك تستفسد منها .

    تجربة مرهقة عنيفة , تكاد تجرح خلاياك الداخلية وأنت تقرأها , فى محاولة منك لفهم هذا المجهود الجبار والتفكير العميق .

    أي شيطان تملك هذا الكاتب , بل أي جني تلبسه ليخرج لنا مثل هذه الكلمات بليغة الوقع شديدة الأثر عنيفة التأثير ,
    هذا الكتاب هو الترجمة الحيةلكيف يكون كتاب له القدرة على تغيير شئ ما بداخلك , قد تكون نظرتك العامة للحياة أو طريقة تعامل مع البشر أو أن تحمل رسالة ما تؤديها في هذا الكون .

    هو كتاب فلسفة ولكن ليست أي فلسفة وليس أي كتاب , هو الرسالة التي رأى فيها صاحبها رسالة حياة لإاقسم أن يبلغها لباقي البشر .

    هو مناجاة عميقة من النادر أن تجد ما يشبهها في صدقها وتأثيرها .

    هو صيحة , صيحة انسانية ضمنت لنفسها الخلود بتأثيرها الرفيع على قارئيها.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حقيقة نتيجة 11-1 #ريال_مدريد_برشلونة !!

كونتي يحمل إيطاليا لربع النهائي

درنة مدينة الصحابة "القصة الحقيقية"