دي بي كوبر .. الإختفاء الكبير


في صباح 14 فبراير 1971 كان المدعو "دي بي كوبر" واقفاً على سلم الطائرة، أفكار كثيرة تراوده ولا يعلم ماذا يفعل هل سيكمل طريقه ويصعد إلى الطائرة المتجهة من مطار "بورتلاند اور" الى "سياتل" ام يعود ادراجه.
ولكنه في الاخير قرر أن يصعد ويكمل في خطته كما رسمها في عقله بالضبط.

بعد النصف الاول من الرحلة لم يكن "كوبر" قد قرر أن يفعل اى شئ خاطئ ، جُلَ مافعله هو الجلوس وحيداً في كرسيه والابتسام للطفل الذي بجانبه .
قبل الوصول بربع ساعة أخبر "كوبر" المضيفة إنه يريد محادثتها في أمر مهم ، فأتت إليه ويعلو وجهها إبتسامة وسألته:
- هل كل شئ بخير سيدي؟!!
أجاب "كوبر" ببرود تام :
- لا، أريدك أن تذهبي إلى الطيار وتخبريه إنني أحمل قنبلة في حقيبتي .
لم تستوعب المضيفة ماقاله لها "كوبر" فطلبت منه أن يعيد ماقاله .. فرد من جديد:
- أريدك أن تذهبي إلى الطيار وتقولي له إنني أحمل قنبلة في حقيبتي .

بشعور من الخوف والقلق وعد الاستيعاب الكامل ذهبت المضيفة مسرعة إلى الطيار لتخبره بما حدث وماقاله السيد "كوبر".
غادر الطيار حجرته ليذهب معها إلى "كوبر".
عندما رأي "كوبر" الطيار مع المضيفة وقد أحمر وجههما بدأ في إخراج حقيبته من تحت المقعد وهى يبتسم إبتسامة المنتصر، إقترب الطيار إلى "كوبر" وقد عرف نفسه:
- أهلاً .. أنا الكابتن "دونافان رييس" .. أخبرتني المضيفة إنك تحمل شيئاً غير مرحب فيه في الطيارة .
ضحك "كوبر" بصوت عالي وهو يقول :
- لماذا أنت خائف هكذا ؟!! ، لا تقول إنك تخاف من هذه!!.
وهو يقول تلك الكلمات كان قد فتح حقيبته ورأي كل من المضيفة و الطيار مافي داخلها.

عاد الطيار إلى حجرة القيادة بعدما أخبره "كوبر" بمطالبه .. على الفور جلس الطيار على كرسيه وبدأ في الحديث مع الأمن في المطار إنه هناك من يحمل قنبلة معه في الطيارة !!
وإنه يريد 200 ألف دولار فوراً و 4 مظلات عادية ليست عسكرية !!

ماكان يرعب الطيار إنه قد حدد نوع المظلات ، فأي غبي سيقفز من طيارة ركاب عادية ليست مجهزة للقفز من عليها ، و يريد نوع مظلات قد حددها ، من يفعل هذا لابد أن يكون إما مجنون أو محترف.

تم تجهيز طلبات "كوبر" في مطار ( تاكوما الدولي ) الموجود في "سياتل" .. وعلى الفور أخبرو "كوبر" إنه تم تجهيز كل شئ إلا إنه طلب من الطيار أن يهبط بالطائرة في أبعد مهبط عن الأمن.
بعد التأكد من المال و المظلات أمر "كوبر" بفتح باب الطائرة وإنزال كل الركاب .. الا المضيفة و الطيار و مساعد الطيار ومهندس الصيانة الخاص بالطائرة.

بعد الحصول على المال والمظلات وإنزال جميع الركاب طلب أحد عناصر الأمن الدخول إلى الطائرة والشرح لـ "كوبر" عقوبة مافعله ، لكن "كوبر" رفض وأمرهم بتزويد الطائرة بالبنزين.
عند خروج عنصر الأمن والابتعاد بدأت ملامح الارتياح على وجهه .. كيف لا وهم قد قامو بحفظ كل أرقام الدولارات التي قد أعطوها إلى "كوبر" لكي يتم القبض عليه فور البدأ في صرف المال .

بدأت الطائرة في الدوران على المهبط لكي تقلع .. دقات قلب "كوبر" تكاد تسمع من شد قوتها ، صوت بكاء المضيفة يعلو الطائرة ، ولاشئ يبدو طبيعي.
في تلك الفترة كانت هناك شهرة غريبة بخصوص السطو على الطائرات ففي أوائل السبعينات كان هناك الكثير ممن قامو بالسطو على الطائرات ولكن لم يكن هناك أي شخص قد أستطاع أن يهرب بالطائرة مثل "كوبر".
فالجميع كان يلقى القبض عليه عند هبوط الطائرة ، أو أن يتم القبض عليه بعد ثواني من إعلان سيطرته على الطائرة.

أمر "كوبر" الطيار أن يذهب إلى مدينة "مكسيكو سيتي" عاصمة دولة المكسيك ،
أمر "كوبر" الطيار أيضا أن يطير على علو منخفض و بأقل سرعة أمنة من اجل القفز، بعد الاقتراب اكثر الى "مكسيكو سيتي" ذهب "كوبر" إلى مؤخرة الطائرة ليفتح الباب ويقفز .. مودعاً بذلك تلك الطائرة.
كان في ذلك الوقت الجو مغيماً والهواء قوي يصعب على اى شخص القفز بالمظلة ، وكانت تلك الطائرة الحربية التي خرجت مرافقة للطائرة الكبيرة قد بدأت في تحديد مكان "كوبر" ، ولكن لكثرة الغيوم وقوة الرياح لم يستطع تحديد أين ذهب "كوبر" .. فكيف يمكن لطيارأن يحدد جسم صغير من بين تلك الغيوم و الرياح وأن يستطيع التركيز على قيادة الطائرة.

لم يصب أي شخص بأي أذى .. بل بالعكس من كان على متن الطائرة تكلم على إنه رجل لطيف قليل الطلبات ولم يفعل اى شئ سوى الجلوس على مقعده.

لم يعرف أي شئ على "كوبر" بعد ذلك الحادث ، لم يعلم من يكون أو إسمه الحقيقي .
في سنة 1980 عثر طفل صغير على مبلغ 5800 دولار على شكل رزمتين في نفس المنطقة التي سقط فيها "كوبر" وبعد التحقيقات تبين إنها من نفس المال الذي كان مع "كوبر" ولكن الغريب إنه كان ناقص من الرزمتين مبلغ 200 دولار.


تم تمثيل الكثير من الافلام والقصص السينمائية ولعل ابرزها كان ظهور شخص يمثل دور "كوبر" في الجزء الاول من المسلسل العالمي "بريزون بريك"


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حقيقة نتيجة 11-1 #ريال_مدريد_برشلونة !!

كونتي يحمل إيطاليا لربع النهائي

درنة مدينة الصحابة "القصة الحقيقية"