التخطي إلى المحتوى الرئيسي

حبكة أخرى للدوري الإسباني


لا يفصلنا عن صافرة بداية الدوري الإساني إلا عدة أيام، لتعود عجلة التشويق و الإثارة في سماء الليغا الإسبانية للدوران من جديد، و المتتبع و العاشق للساحرة المستديرة على أحر من الجمر لتشجيع فريقه، و متابعة نجمه المفضل على مدار الموسم الكروي، ليجد نفسه متفاعلا مع أحداث الدوري الأكثر استقطابا للنجوم، فتارة يفرح لهدف أحرزه فريقه، و أخرى يحزن لهدف عانق شباكه،. موسم ينقضي و قد توج فيه البطل، و أخر على أبواب البداية و بالتالي كل فريق يحاول الحصول على خدمات أفضل اللاعبين المتوفرين حسب إمكانياته ، و إقامة معسكرات و مباريات إعدادية. لكن يبقى من بين أفضل المعايير للحكم على مدى استعدادات الفرق لبداية كل موسم هي المباريات الرسمية التي تسبقه، الحديث بطبيعة الحال عن مباريات كأس السوبر سواء القارية أو المحلية.
تميز الدوري الإسباني في الماضي بمبدأ القطبية الثنائية، الحديث عن الأبيض العاصمي الملكي و منافسه الأزلي العملاق الكاتالوني، حيث أن هذين الفريقين، و لسنوات طويلة خلت، كانا يغردان خارج السرب الذي يضم باقي فرق الدوري، فكان لقب الدوري ينحصر فقط بين هذين الإسمين العملاقين، إلا في مناسبات قليلة تعد على رؤوس الأصابع، فقد احترم المنطق و طبقة قواعده بحذافيرها، فكان دائما الفوز و الغلبة للأقوى.
إلا أن هذه القاعدة لم تعد سارية المفعول كما كانت في السابق، حيث أصبحنا نرى عددا من الفرق الأخرى تشكل رقما صعبا في حل معادلة الفوز باللقب و الكأس المحليين، و رغم أن الفريق الثاني للعاصمة مدريد هو من كسر هيمنة الكبيرين على منافسات الدوري في العشر سنوات الأخيرة ، من خلال فوزه بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم لموسم 2013/2014، و أيضا بحلوله في المركز الثالث في ترتيب الفرق التي فازت بالدوري بواقع 10 ألقاب، بعد كل من الريال متصدر الترتيب ب 33 لقبا و البارسا ب 23 لقبا، إلا أن كأس الملك يبق المسابقة الوحيدة التي من خلالها، و في كثير من المرات، تكسر فيها هيمنة الكبيرين على الساحة المحلية، حيث أنه لم يكن من نصيب الكبيرين في العشر نهائيات الأخيرة إلا 4 تتويجات فقط، بينما الست تتويجات أخرى ذهبت لفرق كأتليتيكو مدريد و فالنسيا و سرقسطة.
المشاهد و المتتبع للدوري الإسباني لم يعد أمام كرة قدم كالتي عهدها في السابق، الغلبة للأقوى، بل أصبح أمام فرق تمتع و تلعب كرة قدم حديثة، و تمتع على مستوى المستطيل الأخضر ، و خر دليل على ذلك المباريات التي خاضها فريق برشلونة على مستوى الكؤوس، الحديث هنا عن السوبر الأوروبي و الإسباني، ففي الأول عانى الفريق الكاتالوني في مباراة ماراطونية ضد فريق اشبيلية، لينهزم هذا الأخير بصعوبة بنتيجة 5-4، ليطرح هذا اللقاء عديد الأسئلة عن مدى قوة و جاهزية البرسا لمنافسات الموسم الحال، و إلى أي حد المشجع الكاتالوني يستطيع الإئتمان و وضع الثقة في خط دفاع فريقه؟ أم على العكس من ذلك، هل الفرق الإسبانية الأخرى أصبحت ندا قويا للكبيرين الإسبانيين، لتأتي بعد ذلك مباراة السوبر الإسباني لتأكد عديد المخاوف السابقة، بل الأكثر من ذلك لتوقع على ثورة في صفوف فرق كروية اسبانية كانت إلى وقت قريب فرق صف ثاني، خسارة كارثية للبارسا في السان ماميس أمام أتليتيك بيلباو في ذهاب السوبر المحلي برباعية نظيفة اهتزت بها شباك الفريق الكاتالوني، و اهتز بها كيان كل من ضمن لقب اخر لكتيبة البلوغرانا هذا الموسم، لتأتي مباراة الإياب في حصن كاتالونيا الكامب نو، لكن التعادل الإيجابي 1-1 كان نتيجة المباراة، لتعلن عن بطل جديد للسوبر الإسباني، هذه المرة بنكهة باسكية من خلال أتليتيك بيلباو.
كرة اسبانيا لم تعد كما كانت و كما عهدناها من قبل، هل هو تراجع مستوى الكبيرين؟ أم هو انتفاضة للفرق الأخرى؟ سؤال يطرح نفسه، لكن الزمن و توالي المباريات و المنافسات هم الوحيدون الكفيلون بالإجابة عليه.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حقيقة نتيجة 11-1 #ريال_مدريد_برشلونة !!

كونتي يحمل إيطاليا لربع النهائي

درنة مدينة الصحابة "القصة الحقيقية"